
تشكل الطبيعة المتغيرة للدولة اليمنية تحت سيطرة جماعة الحوثي الموالية لإيران إحدى أبرز التحديات التي تواجه مسألة إنهاء الحرب في اليمن. إذ أوجدت الجماعة حقائق على الأرض أدت إلى جعل أي خطوة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية المختلفة وجمعها على صعيد واحد، ضمن أي اتفاق سياسي جديد مسألة معقدة الى أبعد الحدود. اتخذت سلطات الأمر الواقع “سلطات الحوثيين” من مؤسسات الدولة في صنعاء أدوات لخدمة مشروع بناء دولتها الخاصة، وسيطرت على إقتصاد اليمن وإستخدمت مقدراته وخيراته بشكل شخصي، حيث اغتنى قادة الميليشيا الحوثية ووسعوا نفوذهم على حساب الشعب اليمني الذي يعيش واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية.
يريد الحوثي أن يوهم اليمنيين أنه يدافع عن القدس، وعن الهوية العربية الإسلامية، لكنه فقط يغرق الشعب اليمني في المزيد من الويلات بخوضه حربا ضد الكيان الصهيوني الغاصب. بالطبع، هجمات الحوثي لا تسبب أي ضرر لللألة الإسرائيلية العسكرية الحديثة . على العكس تماما، فالحوثي يجر اليمن إلى حرب لاقبل له بها ويكون فيها الشعب اليمني هو المتضرر الأول . في وقت يحتاج فيه اليمن للبناء و توفير الخدمات الأساسية كالوقود والطاقة الكهربائية والماء الصالح للشرب، ينشغل الحوثي بتكديس الأسلحة المستوردة من إيران. لاحل للأزمة اليمنية إلا إذا فكر الحوثي أن ينضم للقوى السياسية اليمنية ويبذل أقصى الجهود لإنهاء الحرب وإعادة إعماراليمن.