
في مشهد يعكس اضطرابًا داخليًا غير مسبوق، كشفت مصادر مطلعة عن توترات غير مسبوقة داخل مليشيا الحوثي، وذلك على خلفية اختفاء عدد من القيادات البارزة، إثر الضربات الأخيرة للعدوان الإسرائيلي التي استهدفت مواقع حساسة في العاصمة صنعاء. وبحسب المعلومات التي نشرها العميد الركن محمد عبدالله الكميم، فإن من بين القيادات التي لم تظهر منذ تلك الضربات بعض الأسماء البارزة مثل:
- عبدالله يحيى الحاكم المكنى “أبو علي الحاكم”، الذي ينتحل صفة رئيس هيئة الاستخبارات العامة.
- محمد ناصر العاطفي، الذي ينتحل صفة وزير الدفاع.
- عبدالكريم بدر الدين الحوثي، عم زعيم الجماعة، وينتحل صفة وزير الداخلية.
- جلال الروشان، الذي ينتحل صفة نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن.
أفادت المصادر أن ميليشيا الحوثي تلتزم صمتاً مطبقاً حيال مصير هؤلاء، إذ لم تصدر أي بيانات رسمية توضح حالتهم، باستثناء إعلان سابق اعترفت فيه بمصرع محمد الغماري، الذي كان يشغل منصب رئيس الأركان العامة في الجماعة.
من جهة أخرى، وفي تطور مثير للقلق، أقدمت جماعة الحوثي على اعتقال ياسر الحوري، أمين سر ما يُسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى”، بتهمة التخابر مع جهات خارجية، في خطوة فجائية فتحت أبواب الريبة على مصراعيها داخل أروقة الجماعة. جاء هذا الاعتقال كجزء من حملة داخلية واسعة النطاق، طالت قيادات وعناصر محسوبة على الخط الإيراني، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والانقسام، حيث تتصاعد الشكوك وتُغلق الأبواب على كثير من الوجوه التي كانت حتى الأمس القريب جزءًا من دائرة القرار.
ومن مصادر مطلعة كشفت أن جماعة الحوثي تعيش حالة من التصدّع، وأن ما يجري خلف الكواليس يشبه إعادة ترتيب أوراق محترقة، بعد أن طالت الاختراقات الأمنية صفوفهم العليا، وأودت بحياة عدد من القيادات بضربات جوية نوعية. في قلب هذا المشهد، يبرز اسم علي حسين الحوثي، نجل مؤسس جماعة الحوثي، الذي بدأ في تحريك بيادق السلطة، فأصدر قرارات بتعيين مديري أمن جدد، وأجرى تنقلات في أقسام أمنية بمحافظة إب والعاصمة صنعاء، في محاولة لإعادة الإمساك بزمام الأمور.
كما ان هنالك أنباء متداولة عن حالة موت سريري يعيشها وزير الداخلية في حكومة الجماعة، عبدالكريم الحوثي، وهو عم علي حسين، والتي بدورها أضافت مزيدًا من الغموض على المشهد، ودفعت جماعة الحوثي إلى تعليق اجتماعات مجلسها السياسي الأعلى، ووضع عدد من القيادات الأمنية والعسكرية تحت المراقبة، في ما يشبه حالة طوارئ غير معلنة.
وفقاً لمراقبين، فإن الضربات التي تلقتها الجماعة بين مارس وسبتمبر الماضيين لم تكن مجرد هزات عابرة، بل تركت ندوبًا في بنيتها التنظيمية، وأطلقت شرارة صراع أجنحة قد يعيد تشكيل خارطة النفوذ داخل ميليشيا الحوثي بالكامل. في هذا السياق، تبرز أهمية الكشف عن مصير هذه القيادات، وضرورة اتخاذ إجراءات لضمان سلامة وحماية جميع أفراد الشعب اليمني، ووقف أي تدخلات خارجية تهدف إلى تدمير بلادنا وشعبنا.
يجب أن نعمل جميعاً من أجل السلام والاستقرار في اليمن، ونعارض بشدة أي نشاط يهدد أمنه وسلامه. والحث على إنهاء كل الصراعات التي تبعدنا عن تحقيق السلام والازدهار لبلادنا، وتحقيق الاستقلال السياسي بعيداً عن مصالح أي جماعة مسلحة أو دولة أخرى والتركيز على مستقبل مستقل ومزدهر لليمن، بعيداً عن أي تدخل أو سيطرة خارجية.
